ضحايا التدخين غاضبون لتبرئة شركات التبغ الأمريكية

يتملك الغضب بعض المدعين في قضية شركات التبغ الأمريكية الكبرى، إزاء الحكم القضائي الذي صدر الخميس، وأسقط عن تلك الشركات مبالغ التعويضات الخرافية، والتي طالب بها المدعون تعويضاً لهم عن الأضرار الصحية التي لحقت بهم جراء التدخين.

ماري فيرنان واحدة من هؤلاء المدعين، بدأت التدخين في العاشرة من عمرها حيث كانت تسلل بعيدا عن منزلها لتشتري علب السجائر، حين كانت العلبة بـ35 سنتاً فقط.

وما كان يكلف فيرنان الشيء اليسير في طفولتها، كلفها الكثير جداً حين وصلت للأربعين، حيث فقدت أجزاء من رئتيها، وبعض أضلاعها، وجزءاً من مخها، علاوة على أموالها ووظيفتها كممرضة، بعدما أدى التدخين إلى إصابتها بسرطان في الرئة.

وفي وقت من الأوقات كان الأطباء على ثقة من أنها ستقضي نحبها لدرجة أنهم قدروا أنها لن تعيش أكثر من ثلاثة أشهر.

ورغم الغضب الذي تملك فيرنان إزاء الحكم القضائي الصادر الخميس، لما رأت فيه من غبن في حق المدعين ممن تضرروا من التدخين، فإنها تعتبر نفسها محظوظة لأنها كانت واحدة من القلائل الذين حكمت لهم المحكمة، بتعويض وصل إلى 2.85 مليون دولار.

وأيدت المحكمة العليا في ولاية فلوريدا الأمريكية حكماً يقضي بعدم تغريم شركات التبغ الأمريكية الكبرى مبلغ 145 مليار دولار أمريكي، لكنها اتفقت أيضاً مع كثير من الانتقادات الموجهة ضد شركات التبغ الأمريكية لبيعها "منتجاً خطراً."

كما أقر الحكم بتعويضات مالية لعدد من الأفراد الذين تضررا من التدخين، مثل لانجيلا ديلا التي توفيت عام 1999، حيث تستلم زوجها مبلغ التعويض وقدره 4 ملايين دولار.

وبعد يوم من صدور الحكم شعرت فيرنان بمزيج من مشاعر الغضب والامتنان والإحباط والأمل، حسبما ذكرت للأسوشيتد برس.

وأكثر ما يغضب فيرنان، هو "عدم تحميل شركات التبغ مسؤولية مقتل عدد كبير من الناس، والإيقاع بالأطفال في شرك التدخين، والكذب عندما يعلمون أنهم يقتلون زبائنهم"، على حد قولها.

وقالت فيرنان عن شركات التدخين بينما كانت تغالب دموعها: "ينبغي أن يكون الشيطان داخلهم."

وعلى الرغم من أن حكم المحكمة العليا في فلوريدا، أقر بأن التدخين هو خطأ المدخنين أنفسهم، إلا أنه أعطى الحق للمتضررين منه، رفع دعاوى بشكل فردي في غضون عام، للمطالبة بتعويض عن الأضرار، وهذا ما يعطي فيرنان وغيرها من ضحايا التدخين الأمل.